يابابا نويل هنك اطفال منسية

ثمة أطفال كثيرون في العالم ينتظرون إنتصاف ليلة الميلاد المجيد لكي يحققون أمانيهم التي تجلت بالهدايا التي يستلمونها من سانتا كلوز " بابا نويل ". فيأتيهم بالهدايا الذي يطلبونها منه أكان ذلك من خلال شراء ذويهم لها أم عبر بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تساهم في رسم الفرحة على ثغورهم .

ولكن هناك الكثير من الأماني والتطلعات لدى الأطفال الصغار وحتى الكبار تتطلع إلى يوم يصلون فيه إلى الأماني المرجوة لتحقق لهم مبدأ العيش بكرامة والتمتع بالحد الأدنى بالحقوق الإنسانية. وتترواح مطالب الأطفال الصغار بين لعبة وأخرى ليختلف ذوق كل واحد منهم على حدى فأغلب الذكور منهم يريد الحصول على بندقية أو لعبة " البلاي ستيشن التلفزيونية " فيما الإناث يختلف ذوقهم بين لعبة " الباربي الشهيرة " وعلب المكياج والإكسسوار. إلا أن القاسم المشترك بينهم هو الحصول على لعبة للهو بها مع الغياب التام والملحوظ لنمط الألعاب الفكرية في ظل غياب التوعية من قبل الأهالي والمعنيين .

وعلى الرغم من ذلك إلا أن العديد من الأطفال لا تزال صور أترابهم الفلسطينيين عالقة في أذهانم تلك التي شاهدوها على شاشات التلفزة إبان العدوان الأخير على قطاع غزة حيث يتمنى أحد الأطفال في حواري مدينة صيدا القديمة ويدعى محمد رمضان 11 عاماً أن يزور " بابا نويل " أطفال غزة ويغدق عليهم الهدايا إسوة بباقي أطفال العالم . ولايبالغ محمد الصغير السن في تمنياته بأن يكون إلى جانبهم عندما يكبر لكي يحمل السلاح في وجه إسرائيل.

أطراف إصطناعية

بينما الكثير من الأطفال الجنوبيين ممن بترت أيديهم أو أرجلهم أو حتى فقدوا نعمة البصر جراء الهدايا الصهيونية المتنقلة والمتمثلة بالقنابل العنقودية التي تملأ أرض الجنوب يحلمون بأني يأتيهم " بابا نويل " حاملاً معه هدايا تعوضهم عن هذه النعم الربانية التي فقدوها . كما هو حال الطفل علي 7 أعوام الذي بترت إحدى قدماه وأصيب بعدد من الإصابات المتعددة في أنحاء جسده جراء إنفجار لغم من مخلفات حرب تموز 2006 عندما كان يلهو في الحقل المجاور لبيته في بلدة حولا الذي يتمنى الحصول يوماً ما على طرف إصطناعي يساعده على تخطي محنته في مواجهة مصاعب الحياة .

ولا يبدو أطفال المخيمات الفلسطينية أفضل حالاً في ظل معاناتهم المستمرة والمتكررة على وقع الحرمان من أبسط قواعد الإنسانية وغياب أي متنفس لهم . إلا أن الحلم هو الحق الماثل أمام أعينهم بالحصول على مساحة للعب والتعبير عن مواهبهم المحاصرة بين جدران المخيم وأزقته التي لاتدخلها الشمس إلا متسللة. فيأمل معظم الأطفال في المخيم كما يقول الطفل أحمد مجذوب الذي يقطن في حي حطين أن يزورهم ذو اللحية البيضاء والثياب والحمراء في ليلهم المدلهم ويضع لهم الهدايا على باب غرفتهم المشرع أمام عذابات التشرد أو أمام المدفئة الغير الموجودة في منزلهم الذي يتكون من غرفتين صغيرتين.

كثيرةٌ هي أمنيات الأطفال يأملون بأن يمنى عليهم " بابا نويل " بالكثير من الهدايا المختلفة . لكن السؤال الأساسي هل أن " سانتا كلوز " شخصية حقيقة ستحقق الأماني المرجوة وتزور كل الأطفال سيما منها الفقراء والمحرومين أم هي من نسج الخيال والخرافات يقوم بتجسيدها شخصيات عديدة وكثيرة تفوق الآلآف في العالم مقابل المال أو فقط لإحياء عرف أو تقليد هنا وهناك .

سؤال ربما يستطيع الإجابة عليه هؤلاء الأطفال صباح العيد الذي يصادف 25 كانون أول من كل عام عندما يستيقظون من نومهم ليدركوا أن أمنياتهم تحققت أم لا .

حكاية بابا نويل
وتشير الروايات إلى أن قصة بابا نويل مستمدة من قصة القديس (نيقولاوس) وهو أسقف "ميرا" الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، يقال إن نيقولاوس كان يقوم ليلاً بتوزيع الهدايا والمؤن للفقراء ولعائلات المحتاجين وهو متخفّ لا يراه أحد. وأشهر قصة تحكى عنه، هي مساعدته لرجل اضطرّ بسبب فقره الشديد، أن يبيع بناته الثلاثة للعبودية. فجاء ليلا وترك للأب كيسا من المال يكفيه لإنقاذ بنت واحدة. وهكذا جاء سراً ثلاث مرات ولم يعرف الأب من أين جاء المال.

و ترسم الراويات بابا نويل شيخاً حسناً ذو لحية بيضاء كالثلج ويرتدي ملابس حمراء اللون، وصاحب جسم قوي شديد، راكباً على عربة سحرية تجرها غزلان ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من المداخن أو دخوله من النوافذ وشقوق الأبواب. وفي عام 1860، قام رسام أمريكي بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل ، كما هو اليوم، بالاستناد إلى القصص الأوروبية حوله. واشتهرت على أثر ذلك هذه الشخصية في أميركا وبعدها في أوروبا، ثمّ في سائر أقطار العالم