منتــدى روشنــــة عيـــــــال
سبيل النجاة والفرج 4o08qe1g982z8hvir5vk

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتــدى روشنــــة عيـــــــال
سبيل النجاة والفرج 4o08qe1g982z8hvir5vk
منتــدى روشنــــة عيـــــــال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سبيل النجاة والفرج

اذهب الى الأسفل

سبيل النجاة والفرج Empty سبيل النجاة والفرج

مُساهمة من طرف محمد حمزه الأربعاء ديسمبر 01, 2010 12:58 am



سبيل النجاة والفرج Cave


عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي في طلب شيء يوماً، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت ـ والقدح على يدي ـ أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبقوهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج".
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم، كانت أحب الناس إلي، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها".
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبدالله، أد إلي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك، من الإبل، والبقر، والغنم، والرقيق، فقال: يا عبدالله، لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون" متفق عليه.

التعريف بالراوي:
هو الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب بن نفيل، القرشي، العدوي، المكي، ثم المدني، ثم أبو عبد الرحمن، الإمام القدوة، أسلم وهو صغير، وهاجر مع أبيه ولم يبلغ الحلم، واستصغر يوم أحد، وأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، روى علماً كثيراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء الراشدين، توفي ـ رضي الله عنه ـ سنة ثلاث وسبعين.

المباحث اللغوية:

رهط: ما دون العشرة.
ممن كان قبلكم: في رواية الطبراني في كتاب الدعاء: "ثلاثة نفر من بني إسرائيل".
أووا المبيت إلى غار: أي: استقر بهم الأمر إلى غار ليبيتوا فيه.
فانحدرت: أي: هبطت ونزلت، وفي رواية عند البخاري: "فأووا إلى غار فانطبق عليهم".
لا ينجيكم: لا يخلصكم مما وقع عليكم.
أن تدعو الله بصالح أعمالكم: أي: توسلوا إلى الله تعالى وادعوه بأعمالكم الصالحة التي عملتموها.
أبوان: المراد: الأب والأم، وهو من باب التغليب، كما يقال: (القمران) للشمس والقمر.
وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً: الغبوق: هو الشرب آخر النهار، يقابل الصبوح وهو الشرب أول النهار، والمقصود بالأهل: الزوجة والولد، والمقصود بالمال: الرقيق والخدم، والمعنى: لا أقدم عليهما أحداً في شرب نصيبهما من اللبن الذي يشربانه.
فنأى بي: نأى: بعد، والمراد: ذهبت أطلب أمراً بعيداً.
فلم أرح عليهما حتى ناما: أي: لم أرجع إلى أبوي حتى أخذهما النوم، والرواح: الرجوع آخر النهار، والغدو: الذهاب أول النهار، وفي رواية للبخاري: "فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا".
فحلبت لهما غبوقهما: أي: مقدار ما يشربانه من اللبن.
القدح: هو الذي يشرب منه أو يؤكل فيه. برق: أضاء وأسفر.
ابتغاء وجهك: أي: طلب مرضاتك، وفي رواية للبخاري: "أني فعلت ذلك من خشيتك".
فأردتها على نفسها: يعني راودتها للزنى بها.
ألمت بها سنة من السنين: أي: نزلت بها سنة قحط وجدب فأحوجتها إلي.
لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه: المراد بذلك أنها طلبت منه ألا يجامعها إلا على الوجه الشرعي.
أجراء: جميع أجير.
فثمرت أجره: المراد: نميت أجره حتى صار كثيراً.
فاستاقه: أي: ذهب به.
التوجيهات والأحكام:
هذا الحديث مليء بالتوجيهات والأسرار، نعرض منها ما يلي:
1 ـ في أخبار السابقين عظات وعبر، ينبغي للمسلم الوقوف عندها وتدبرها والاستفادة منها في حياته، ألا ترى أن الله سبحانه وتعالى قص علينا من أخبار الماضين من المرسلين وغيرهم الشيء الكثير، كل ذلك لأجل أنه يستفيد اللاحق من السابق فيتعظ ويعتبر، وقد قال تعالى: ]لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه…[ (يوسف: 111).
2 ـ الأسلوب القصصي يجعل السامع والقارئ يهفو لسماع المطلوب، ويتقبله ويعمل به، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يورد مثل هذا بين الحين والآخر لصحابته، ومن ثم للأمة بعده. والمعلم ـ وهو يلقي درسه على تلاميذه ـ ينبغي أن يسلك هذا المسلك إذا ما وجد فرصة لذلك، فله آثار طيبة على عقولهم وسلوكهم.
3 ـ سلامة العقيدة، وصفاء التوحيد أعظم عمل ينجي صاحبه من مصائب الدنيا وعذاب الآخرة، فهؤلاء الثلاثة اتفقوا على التوسل إلى الله تعالى بأفضل ما يرون أنهم قدموه لله تعالى بإخلاص، فكان أثر ذلك سريعاً في الدنيا.
4 ـ مشروعية التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ابتغاء مرضاة الله تعالى، وأما التوسل بغير ذلك فمنهي عنه قال تعالى: ]إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم[ (الأعراف: 194)، وقال سبحانه ]قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما لـه منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له…[ (سبأ: 22، 23).
5 ـ الدعاء عبادة، وهو من أفضل ما يتقرب به المؤمن إلى ربه، وفيه لجوء العبد إلى ربه، وشعوره بفقره وذلته وسكونه، وضعف قوته وحوله، وهؤلاء الثلاثة لجأوا إلى الله تعالى؛ لينقذهم مما هم فيه بدعائه والتوسل إليه. يقول سبحانه: ]وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين[ (المؤمن: 60)، وقال جل وعلا: ]وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون..[ (البقرة: 186).
6 ـ دل الحديث على فضل بر الوالدين وطاعتهما والقيام بحقوقهما وخدمتهما وتحمل المشاق والصعاب من أجلهما.
ومن أنواع البر: تنفيذ أوامرهما ما لم تكن في معصية الله، والقيام بشؤونهما، ومساعدتهما بالجهد والمال، ومخاطبتهما بالقول اللين، وعدم عصيانهما والدعاء لهما.
ومن برهما بعد موتهما: كثرة الدعاة لهما، وإجراء صدقة جارية عنهما، وتنفيذ وصيتهما، وصلة أرحامهما، وإكرام أصدقائهما، يقول تعالى: ]وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً[ (الإسراء: 23، 24).
7 ـ بر الوالدين سبب للخلاص من مشكلات الدنيا، وللنجاة من عذاب الآخرة، فهذا الرجل البار بوالديه كان بره سبباً لانفراج الصخرة عنهما، روى الترمذي وغيره، عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فحافظ على الباب أو ضيع".
وكما أن البر سبب لدخول الجنة، فالعقوق سبب للعقوبة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء".
8 ـ النظافة الحسية والطهارة المعنوية من أهم الأمور التي يسعى لها الإسلام ويرتب عليها آثاراً حميدة في حياة الإنسان وبعد مماته، والمسلم ظاهره ينبئ عن باطنه، فهذا الرجل الذي امتنع من فعل الفاحشة لما ذكرته المرأة بربه جل وعلا نال جزاءه في الدنيا بانفراج الصخرة، وما عند الله خير وأبقى.
9 ـ المؤمن الحق هو الذي يبتعد عن الفواحش والمنكرات، ولا يقترب من المعاصي والآثام، ويحرص أن يلقى الله تعالى على ذلك.
10 ـ الأمانة عظيمة، وشأنها كبير عند الله تعالى وعند الناس، ولعظم شأنها فقد عرضها الله سبحانه وتعالى على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، ولكن الإنسان الضعيف حملها، فإذا قام بها استحق أجرها دنيا وأخرى، وإلا كانت وبالاً عليه، ومن صور الأمانة:
أ ـ القيام بتوحيد الله عز وجل.
ب ـ القيام بالأعمال الصالحة عموماً.
جـ ـ القيام بحقوق الآخرين بعامة، والودائع والضمانات والالتزامات المالية بخاصة.
11 ـ العمل الصالح ـ بمختلف أنواعه ـ سبب للخروج من المآزق والصعاب، يقول تعالى: ]ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب[ (الطلاق: 2، 3).

محمد حمزه
محمد حمزه
عضو مبتدأ
عضو مبتدأ

ذكر عدد المساهمات : 193
نقاط : 287
تاريخ التسجيل : 18/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى